أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن مصر أعلنت استعدادها لاستقبال نصف مليون نازح فلسطيني من قطاع غزة إلى مدينة مخصصة لهم في شمال سيناء.

وذكرت الصحيفة أن "مصادر دبلوماسية عربية بارزة"، كشفت أن هذا القرار جاء خلال اجتماعات عُقدت في الرياض والدوحة، حيث تم مناقشة الأوضاع المتدهورة في فلسطين والتوترات المتزايدة مع إيران.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الاجتماعات أنه سيتم فتح الحدود أمام الراغبين من أبناء القطاع بالمغادرة الطوعية، مما يعكس تحولا جوهريا في موقف القاهرة، التي كانت ترفض سابقا فكرة تهجير سكان غزة.

وذكرت الصحيفة، أن التحول المصري يعود إلى ضغوطات دولية وإقليمية متزايدة، حيث تسعى مصر لتخفيف الضغط عن قطاع غزة في ظل التصعيد العسكري المستمر.

وخلال الاجتماعات، كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بارزا في طرح الأفكار، حيث ألحّ على أهمية التوصل إلى حلول عملية للأزمة وضرورة التفاهمات العربية- العربية والفلسطينية- الفلسطينية قبل أي خطوات مع الجانب الأميركي.

كما تم التأكيد على عدم إمكانية تجاهل أهمية حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام المستدام.

فيما يتعلق بالوضع الإنساني، أكد المشاركون في الاجتماعات على ضرورة توفير الدعم اللازم للسكان في غزة، حيث أشاروا إلى الشروط الكبيرة التي تضعها الولايات المتحدة لإعادة الإعمار، وهو ما يثير قلقا كبيرا بين الدول العربية.

إلى جانب ذلك، تم تناول مسألة "التهديدات" الإيرانية المحتملة، حيث تبادل القادة العرب معلومات حول نوايا الإدارة الأميركية تجاه إيران، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

وقد أبدى أمير قطر تميم بن حمد اهتماما بتخفيف التوترات مع إيران، حيث تعهد بالتوجه إلى طهران لبحث الأمر.

وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه القلق من تصعيد عسكري محتمل في المنطقة، حيث تشير التقارير إلى أن الإدارة الأميركية قد تستعد لعمليات عسكرية ضد إيران، مما يفتح الباب أمام تصعيد قد يطال دول الخليج ويؤثر على الأمن الإقليمي بشكل عام.

كل هذه المعطيات تشير إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولات كبيرة في السياسات العربية تجاه القضية الفلسطينية والأمن الإقليمي، مما يتطلب تنسيقا أكبر بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة.

الكلمات الدلالية :